كيف نقلل من فعل الخير؟!!!!

**ابو توتو** الجمعة أغسطس 01, 2008 2:01 am

كيف نقلل من فعل الخير؟!!!!

غريب أن نتساءل مثل هذا السؤال، وكلنا يحب أن يكون مكثرا من فعل الخير..!!

لكنك لو تأملت في أحوال بعض من حولك لوجدت أنهم – وببعض سلوكياتهم- يقللون من فعل الخير بين الناس..!

فذاك الذي يفرض نظاما من الهدايا على زائريه، ويحمل في قلبه على من لا يهديه أو يهديه ما لا يكفيه، وتلك الأفكار التي صارت تراود بعض الناس عند زيارته لأرحامه أو أصدقائه حول نوع الهدية وكلفتها، باتت تمنعه من زيارتهم والتواصل معهم فقيدت وقللت من فعل الخير..!!!!

وآخر يدعو الناس لحفلة عرس ولده التي يدفع للفندق (الراقي!!) فيها عن كل ضيف ومهنئ مبلغا كبيراً، فصار يؤثر أن يقلل المهنئين، ويحرم بعض أقاربه من صلة الرحم ومشاركته فرحته في ذلك اليوم، فقلل من فعل الخير بيديه..!!

ولو عمل ذات الحفلة في مكان متوازن التكلفة متوسط الفخامة لشاركه جميع الأهل والأحباب، ولأمكنه أن يساهم في تزويج عريسين لم يجدا أجرة لقاعة فرح يسيرة...!!!!

وثالث يستدين مبلغا من أخ أو صديق، ويماطل في السداد شهورا ودهوراً!!!، وهو مع ذلك متوسع في نفقاته، غير آبه بالدين الذي ترتب عليه، ولا يدري أنه وأمثاله صدوا كثيرا من المسلمين عن فعل الخير وإقراض الناس؛ وذلك لشيوع تلك العادة القبيحة بين القوم إلا من رحم الله، ولو تعامل الناس بالسداد الفوري والاجتهاد في رد الأمانات والمستعارات لأهلها في وقتها وعلى حالها الذي استعاروها به، لشاع الخير وكثر....!!!

كنت شخصيا في المقبرة منذ أيام مشاركا لأخ لي فقد والدته –رحمها الله- وكان الجو حارا جداً، وكان بودي أن أصافحه وأهله معزيا، لكن حال دوني ودون الخير إصرار جمع من المشيعين أن يصافحوا ويقبّلوا مرة واثنتين وثلاث إلى سبع أحيانا!!!، مما جعلني أشفق على أهل المتوفاة وعلي، وخرجت دون أن أكسب أجر مصافحة أخي وتعزيته....!!!

وذاك يغضب من زوجته فيحلف أن يمنعها من زيارة أهلها أو أختها، أو يستاء من فعل جاره فيحلف أن لا يفعل كذا وكذا، وينسى أن القرآن الكريم ينهانا أن نحلف ألا نفعل الخير، كما حصل لسيدنا عبدالله بن رواحة –رضي الله عنه - حين حلف ألا يصلح بين بشير بن النعمان وزوجته التي هي أخته، فأنزل الله تعالى (ولا تجعلوا الله عرضة لأيمانكم أن تبروا وتتقوا وتصلحوا بين الناس)، وكذا نهيه سبحانه أولي الفضل من أمثال أبي بكر -رضي الله عنه- ومن أراد أن يسير على طريقه أن يمتنعوا عن فعل الخير لما أراد منع النفقة على قريبه (مسطح) إذ خاض في حادثة الإفك مع الخائضين، فقال الله تبارك وتعالى: (وَلاَ يَأْتَلِ أُوْلُواْ ٱلْفَضْلِ مِنكُمْ وَٱلسَّعَةِ أَن يُؤْتُوۤاْ أُوْلِي ٱلْقُرْبَىٰ وَٱلْمَسَاكِينَ وَٱلْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَلْيَعْفُواْ وَلْيَصْفَحُوۤاْ أَلاَ تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ ٱللَّهُ لَكُمْ وَٱللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) فما كان منه إلا أن قال: (بلى أحب أن يغفر الله لي) وعاد للإنفاق عليه...!!

أحب أن أتعامل مع طلابي في الجامعة تعاملا كريما باحترام وتقدير، وكان هذا دأبي –ولله الحمد- مذ دخلت التعليم الجامعي، لكن لما واجهتني مشاكل متعددة معهم بكثرة الأعذار – صادقها وواهيها- نصحني بعض الأساتذة القدامى ألا أسمع لشكاوي الطلبة ومعاذيرهم بدعوى أن سقيمها أضعاف صحيحها، فقيدت تعاملي وقبولي للأعذار إلى أضيق الحدود، وكان هذا ناتجا عن سلوك بعضهم سلوكاً يقلل من فعل الخير....!!

وأما أنت يا أخي يا صاحب الحاجة عند ذلك المصلي الذي أنهى صلاته للتو، إذا كانت كلمتك تقبل التأجيل فلا تسارع لإشغاله عن التسبيح والتحميد والتكبير والتهليل لأنك إن فعلت ذلك قللت ذلك الخير....!!!

والآن....أرأيتم معي كيف نقلل –أحيانا- وبأيدينا من فعل الخير..؟؟؟!!!

فماذا يتطلب الأمر؟؟؟

يتطلب من كل واحد فينا أن يقف عند قوله أو عمله الذي يهم به، فإن وجده مقللا من فعل الخير أو صادا عنه، تريث أو توقف...

جعلني الله وإياكم مفاتيح للخير مغاليق للشر..آمين آمين...