لا تبخلوا علي بنظرة..!!

**ابو توتو** الجمعة أغسطس 01, 2008 2:06 am

لحجج كثيرة نسكت أحيانا عن كلمة ترشد حيرانا أو تنصر أخا أو تنجح عملاً، فنخسر بذرة نجيبة قد يدوم إنباتها ليوم القيامة!!

ولترجع إلى تاريخ حياتك قليلا لتجد كلمة قالها لك أحد الناس فنفعتك في عمل أو دراسة أو زواج أو إصلاح أو رشد في الحياة, فما أجمل ما بين به ذلك الله عز وجل بقوله الحكيم:" ألم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها"

وجزى الله خيرا الصحابي القرآني زيد بن ثابت، وقف بالصحابة رضي الله عنهم مختلفين فيمن يخلف رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:" كان رسول الله مهاجرا فخليفته مهاجر وكنا أنصاره فنحن أنصار خليفته" فوأد الفتنة في مهدها بكلمة، لم يبخل بها، ومن حوله خير القرون والأصحاب...!!!

رجعت إلى تاريخ حياتي فوجدت كلمات مباركة أرشدتني في حياتي أيما رشد..!!

فمنها دلالة من أخ لي دلني على شيخ مقرئ للقرآن في أحد المساجد، فلما ذهبت إليه كان شيخي في القراءة والإقراء الذي لا أزال أشكر فضل الله علي بالتزامه ما حييت.....!!

ومنها ما أهداه لي شيخ من ترك اللهو أثناء دراستي للثانوية العامة، وزرع فيّ الشوق للدراسة الجامعية وما يترتب عليها من خير دنيوي وأخروي، فما زلت أذكر ذلك الحديث في كل مراحلي الدراسية، حتى إذا ما أنهيت مرحلة الدكتوراه ذهبت إليه حاملا طبقا من الحلويات لا تساوي شيئا من حلاوة ما أهدانيه من كلمة طيبة في سالف الدهر.....!!!

وأول عمل أخرجني لساحة التدريس الجامعي كان بفضل الله ثم بكلمة قالها لي أخ طيب عن طلب لمدرس في جامعة ما...!!!

فما مثل هذا الأخ المرشد أو ذاك إلا كما شبههم رسول الله - صلى الله عليه وسلم- بالمرآة ونعم التشبيه، فالمؤمن مرآة أخيه..!!!

فلماذا يبخل الأخ على أخيه بنظرة في مرآته يصلح فيها من شعره وشأنه، ولو بأبسط الأشياء...!!

فمن طريف ذلك البخل –المجازي- ما حصل معي يوما حينما حملت حقيبة كبيرة الحجم لمدة سنتين فما قال لي أحد إنها كبيرة، فلما حملت حقيبة غيرها، فاجأني كثير ممن رآني بقوله: لو أنك حملت هذه الحقيبة من زمان بدل تلك الحقيبة الكبيرة!!!

فيا لله كم مرة رأيتموني مثقلا بها فلم لم تخبروني؟!!!

كم من عادة تفعلها تظنها مقبولة، فيأتيك بنقدها أخ لك ناصح فتكتشف أنها كانت مزلقا عافاك الله منه!!!!

كم من الحوادث تم تجنبها بفضل الله ثم بإشارة من سيارة تسير أمام سيارتك؟؟!!

كم من شخص محتال وقاك إياه ربك ثم نصيحة من أخ حذرك من شره وأشره؟!!!

كم من أخ ذكرك باستحضار ورقة رسمية مهمة لمعاملتك، فوفر عليك وقتا وجهدا كان يمكن أن يضيع...؟!!

نعم إنها نظرات لي ولك في مرآة الآخر، فواحد منهم يرشدنا إلى خير، وواحد منهم يبصرنا بعيب...

فبالله عليكم يا مراياي لا تبخلوا علي من صفائكم بنظرة.!!